هل صحتي على ما يرام لإنجاب طفل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في احد المنتديت الموضوع التالي واردت ان افيذ بيه اخواتي في المنتدى
اليكم الموضوع
لعله من الغريب حقا أن المقبلين على الزواج يهتمون ببناء وتجهيز الشقة التي سوف يتخذونها مسكنا لهم بعد زواجهم ، في الوقت الذي لا تعنيهم صحتهم بنفس القدر .. وهل هم قادرين بالفعل على إنجاب نسل صحيح وقوي أم لا ؟…ولاشك أن الزوجة هي التي يقع عليها تبعه هذا الأمر أكثر من الزوج … لماذا ؟
لأن الأم هي التي تستقبل الجنين بذرة صغيرة ثم تقوم على رعايتها حتى يكتمل عودها ..وهنا تبرز أهمية صحة الأم قبل عملية الإخصاب نفسها وخلال الأسابيع الأولى من عمر الجنين ..إن هذه الأسابيع الأولى بالغة الأهمية في تكوين الجنين بل نقول - دون مبالغة - إنها بالغة الأهمية لحياته ومستقبله بعد ذلك ..فالمعروف أن الجنين خلال هذه الأسابيع الأولى ينمو ويتطور بسرعة كبيرة وأن كل أعضائه وأجزاء جسمه تكون قد تكونت تماما عند بلوغ الجنين أسبوعه الثاني عشر أو ما يمكن تسميته بالثلاثة اشهر الأولى من الحمل .. وقد دلت أبحاث كثيرة على أن الأم التي لا تحصل على غذاء متنوع وصحي خلال هذه الأشهر فإن طفلها قد يولد وبه تشوهات خطيرة أو يكون ناقصا في وزنه معتلا في صحته ، وفي أحيان قليلة يولد الطفل مبكرا عن موعده مما يعرضه لمخاطر كثيرة
إن الجنين يحصل على غذائه من الأم مباشرة ، ومن خلال الحبل السري الذي هو نهاية لكتلة معقدة ومتشابكة من الأوعية الدموية تسمى " المشيمة ".. وهذه المشيمة والتي يكتمل نموها هي الأخرى عند نهاية الشهر الثالث من الحمل ، تكون هذه المشيمة ملتصقة بجدار الرحم.. ومن خلال تيار الدم يحصل الجنين على احتياجاته من الغذاء اللازم لنموه وتطوره .. وعندما تقصر الأم في تناول الغذاء الصحي واللازم لها فإن الجنين لا يجد أمامه ما يحتاجه من مواد غذائية هامة لنموه ، وهنا لا يتردد الجنين في الحصول على احتياجاته من جسم الأم نفسها أو بمعنى آخر من المخزون في جسمها
من هنا تكون لفترة ما قبل الحمل مباشرة أهميتها .. لان الجنين - كما قلنا - سوف يحصل على احتياجاته من المخزون لدى الأم خاصة ما يحتاجه من الحديد والكالسيوم .. ومن الغريب أن نقول أنه عندما يكون رصيد الأم قليل من هذه المواد الغذائية الهامة فان الجنين يحصل على ما يحتاجه تاركا الأم فريسة للأنيميا والضعف وتخلخل الأسنان …إن الأمر يبدو كما لو كانت هناك أفضلية للطفل للحصول على ما يحتاجه من مواد لازمة لنموه وتطوره في بطن الأم ، حتى ولو تجاوزت هذه الأفضلية صحة الأم نفسها ..إنه حقيقة أمر يدعو للدهشة أن يكون لذلك الضيف الجديد كل هذا الاستثناء والمحاباة
ولكن ما ذا يحدث إذا لم تهتم الأم بغذائها وصحتها في الأشهر الأولى من الحمل ، بل فلنقل وما قبل الحمل مباشرة ؟.. كما رأينا فإنه بالإضافة إلى الضعف والإعياء الذي سوف يصيب الأم فإن الطفل نفسه قد يولد مبكرا عن موعد ولادته أو يكون ناقصا في وزنه أو يكون معرضا للعدوى عند ولادته ولعلنا بعد ذلك نستطيع أن نؤكد أن الأطفال الذين يولدون في مجتمعات متقدمة يكونون أكثر صحة وذكاء من الأطفال الذين يولدون في مجتمعات نامية أو متخلفة ..ولعل الفرق الوحيد يكمن في كلمة واحدة …الغذاء