زواجها من رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم
رجعت قافلة التجارة من الشام وقد ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل، واخبر الغلام " ميسرة " خديجة عن اخلاق محمد وصدقة وامانته، فأعجبها وحكت لصديقتها " نفيسة بن مُنية "، فطمئنتها "نفيسة" واعتزمت ان تخبر محمد برغبة خديجة من الزواج منه(لم تقلها مباشرة ولكن فهم ذلك من حديثها الطيب عن السيدة خديجة رضى الله عنها).
لم تمض إلا فترة قصيرة حتى سارع لطلب الزواج من السيدة خديجة وفي صحبته عماه " أبو طالب وحمزة، ابنا عبد المطلب ". وقد اثنى علية عمها " عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ " وتزوج محمد(صلى الله عليه وسلم من السيده خديجة(رضى الله عنها). كان عمر محمد(صلى الله عليه وسلم) عندها 25 عاماً، والسيده خديجة رضى الله عنها 40 عاماً، فكانت بمثابة الزوجة المخلصة.
روى الخوارزمي والحاكم أن السيدة خديجة عليها السلام كان عمرها يوم تزوّج بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثمان وعشرين سنة (مقتل الخوارزمي ج 1 ص 36، المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 11 ص 157). وعن ابن عباس أنه تزوجها وهى ابنة ثمان وعشرين سنة (كشف الغمة للإربلي ج 2 ص 135).
ونقل ابن كثير: "وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمسا وثلاثين - وقيل خمسا وعشرين سنة" (البداية والنهاية لابن كثير ج 2 ص 360، السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 265).
وبهذا يكون ما صححه البيهقي أنها عليها السلام توفيت وعمرها الشريف خمسون سنة يرجح الروايات القائلة أنها تزوجت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعمرها خمس وعشرون سنة، أي خمسة عشر سنة قبل البعثة وعشر سنوات بعد البعثة، وبهذا يكون عمرها الشريف مكافئا لعمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند التزويج.